فصل: فصل في تغذية مرضى ديانيطس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في البول في الفراش:

سببه استرخاء العضلة وربما أعانه حدة البول.
والصبيان قد يعينهم على ذلك الآستغراق في النوم فإذا تحرك بولهم دفعته الطبيعة والإرادة الخفية الشبيهة بإرادة التنفس قبل انتباههم فإذا اشتدّوا واستولعوا خف النوم واستولع العضو المسترخي ولم يبولوا.
فصل في العلاج:
علاجهم علاج من به استرخاء المثانة وتقطير البول وسلس البول وخصوصاً دواء الهليلجات بالراسن والميعة.
ومن المروخات دهن البان غاية ومع ذلك فيجب أن يناموا وقد خففوا الغذاء ليخف نومهم ولا يشربوا ماء كثيراً وأن يعرضوا أنفسهم على البول.
وربما كان الواحد منهم يتخيل له كما تتقاضاه القوة الدافعة والحساسة بالبول وهو نائم أنه يوافق موضعاً من المواضع فيبول فيه ويعتاد ذلك فإن كان ذلك الموضع موجوداً وكان يجري مجرى الخلاء والكنيف أو الستر الصحراوية جهد حتى غيرها وبناها مساجد ومساكن آخر وثبت ذلك في خياله فإذا انساق به الحلم إلى ذلك الموضع ثم تذكر في خياله أنه مغيّر عما كان عليه تخيلت القوة الإرادية منه بتلك السماحة الخفية غير المشعور بها وعرض لها في النوم توقف مانع يقاضي القوة الدافعة فلم يلبث أن يتنبه.
ومما جرب لهم هذا الدواء ونسخته: يؤخذ بلوط وكندر ومر أجزاء سواء يطبخ بشراب قدر ثلاث أواق إلى أن يرجع إلى أوقية ويصفى ويشرب مع درهم من دهن الآس.
وقد زعموا أنه إذا جفف كلية الأرنب وأخذ منها جزء ومن بزر الكرفس والعاقر قرحا من كل واحد نصف جزء ومن بزر الشبث جزء والشربة منه درهمان ونصف في أوقية ماء بارد كان نافعاً من ذلك جداً.
وينفع منه دماغ الأرنب البري بشراب وينفع منه أقراص مخبوزة من عجين قد جعل فيه قوة من خرء الحمام بماء بارد فهو غاية.
أو مر بشراب على الريق وهو برؤه.
وينفع منه الحقن بأدوية حابسة البول ويزرقها في المثانة.

.فصل في ديانيطس:

ديانيطس هو أن يخرج الماء كما يشرب في زمان قصير ونسبة هذا المرض إلى المشروب وإلى أعضائه نسبة زلق المعدة والأمعاء إلى المطعومات.
وله أسماء باليونانيه غير ديانيطس فإنه قد يقال له أيضاً دياسقومس وقراميس ويسمى بالعربية الدوارة والدولاب وزلق الكلية وزلق المجاز والمعبر.
وصاحبه يعطش فيشرب ولا يروى بل يبول كما يشرب غير قادر على الحبس البتة.
وقال بعضهم أن هذا يعرض بغتة لأنه أمر طبيعي غير كائن بالإرادة وزلق الأمعاء قليلاً قليلاً لأن هناك حس وإرادة.
وهذا كلام غير محصل.
وسبب ديانيطس حال الكلية إما لضعف يعرض لها واتساع وانفتاح في فُوهات المجرى فلا ينضم ريثما تلبث المائيه في الكلية.
وقد يكون ذلك من البرد المستولي على البدن أو على الكبد وربما فعله شرب ماء بارد أو حصر شديد من برد قارس.
وإما لشدة الجاذبة لقوة حارة غير طبيعية مع مادة أو بغير مادة وهو الأكثر فتجذب الكلية من الكبد فوق ما تحتمله فتدفعه ثم تجذب من الكبد والكبد مما قبلها فلا يزال هناك انجذاب متصل المائية واندفاع.
وأنت تعلم أنه إذا اندفع سيال اندفاعاً قوياً استتبع لضرورة الجلاء فتلاحق فوج وفوج.
وهو مرض رديء ربما أدى إلى الذوبان وإلى الدِّق بسبب كثرة جذبه الرطوبات من البدن ومنعه إياه ما يجب أن يناله من فضل الرطوبة بشرب الماء وأنت تعلم وتعرف العلامات مما قرأت إلى هذا الوقت.
فصل في العلاجات:
أكثر ما يعرض ديانيطس من الحرارة النارية فلذلك أكثر علاجه التبريد والترطيب بالبقول والفواكه والربوب الباردة مما لا يدر مثل الخس والخشخاش والسكون في الهواء البارد الرطب والجلوس في ابزن بارد حتى يكاد يخضرّ ويخصر ليسكن عطشه وتبرد كليته وتشتد عضلته.
وينفع فيه شم الكافور والنيلوفر ونحوه من الرياحين الباردة.
ومما ينفع من هذا التنويم والشغل عن العطش وتدبير العطش وهو التدبير المقدم فيجب أن يشتغل به ولو بسقي فضل من الماء.
وأجود ذلك أن يسقى الماء البارد جداً ثم يقيأ ويكرر هذا عليه.
ويجب أن يصرفوا المائية عن الكلية بالقيء وبالتعريق القوي وتخدير ناحية القطن مما ينفع بإنامة القوة عن التقاضي للماء وعجزها عن جذبه أيضاً.
ومما يجب أن يجتنبوه إتعاب الظهر وتناول المدرات وتليين الطبيعة ينفعهم ولو بالحقن اللينة المعتدلة فإن أكثرهم يكونون يابسي الطبيعة وربما احتاجوا إلى الفصد في أوائل العلة.
ومن المشروبات النافعة الدوغ الحامض المبرّد.
وأجوده أخثره وخصوصاً من لبن النعاج وماء القرع المشوي وعصارة الخيار ببزرقطونا وماء الرمان الحامض وماء التوت وماء الإجاص وأمثال هذه وتكون أشربته من هذا القبيل يشربها دون الماء كشربه الماء ما قدر ورب النعناع ينفعهم جداً وماء الورد بل عصير الورد في وقته نافع لهم ومسكن لعطشهم.
والشربة قدر قوطوليين وأيضاً الماء المقطر من دوغ البقر أو دوغ النعاج الحامض ينفعهم ويسكن عطشهم.
ومما ينفعهم فيما يقال أن تنقع ثلاث بيضات في الخل يوماً وليلة ثم تحسى.
ومما جربناه لهم أن يتخذ الفقاع لهم من دقيق الشعير وماء الدوغ الحامض المروق بعد تخثير الدوغ يكرر اتخاذ الفقاع منه مراراً وترويقه ثم استعماله من دقيق الشعير فقاعاً وكلما كرر هذا كان أبرد فيشرب مبردا ومن الأدوية أقراص الجلنار على هذا الوصف.
ونسخته: يؤخذ أقاقيا وزن درهمين ورد ثلاثة دراهم جلنار أربعة دراهم صمغ درهم كثيراء نصف درهم يشرب بلعاب بزر قطونا وماء بارد أو بماء القرع أو الخيار أو بماء وأيضاً نسخة مجربة: أقراص الطباشير بماء القرع أو الخيار أو بماء الرمان أو يؤخذ من الطباشير والطين المختوم والسرطان النهري المحرق المغسول من كل واحد جزء ومن اللك ثلث جزء ومن بزر الخشخاش وبزر الخس من كل واحد جزء ونصف يجمع بلعاب بزر قطونا ويقرص.
والشربة منه كما ترى.

.فصل في الأضمدة:

من الأضمدة ما يتخذ من الأدوية التي فيها تبريد ثم تشديد ونسخته: يؤخذ السويق وعساليج الكرم وإن وجد من زهر السفرجل والتفاح والزعرور شيء جمع إليها وكذلك الورد الرطب والريباس والحصرم وعصا الراعي وقشور الرمان يخلط الجميع خلط الضماد ويُستعمل.
نسخة الأطلية: ومن الأطلية ما يتخذ من أقاقيا أربعة دراهم كندُر درهمان عصارة لحية التيس واللاذن والرامك من كل واحد درهمان ومن العفص وزن درهم يدق ويُعجن بماء الآس الرطب ويُطلى به فإنه نافع.
نسخة الحقن: ومن الحقن القوية في هذا المرض الجيدة الحقنة بالدوغ وبالعصارات الباردة القابضة المذكورة في الأضمدة وقد يحقن باللبن الحليب ودهن القرع ودهن اللوز فإنه نافع جداً.

.فصل في تغذية مرضى ديانيطس:

وأما أغذيتهم فما لا يسرع استحالتها للطافته إلى المرارية أو يكون للطافته وقلته بحيث يصير بخاراً ويتحلل ويجف الثفل ويكون جفافه بصرفه للمائية عن الأمعاء إلى الكلية بل إن كان لطيفاً تتحلل مائيته من غير أن يجتمع منها كثير بول ويكون مستصحباً للين الطبيعة فهو فاضل فإن أفضل شيء من خلال الأغذية التي يؤمرون بها أن يكون بحيث يتبعها لين من الطبيعة وكثيرمن العطش.
ومما يوافقهم حساء الخندروس وماء كشك الشعير والمصوصات والهلامات وقد خلط بها ما يدرّ أعقلها للطبيعة والآسفيذباجات الكثيرة الدسومة باللحوم الحولية والدجج المسمنة وأكارع البقر والسمك الطري المحمض وغير المحمض- إن أمن العطش ولبن النعاج المطبوخ بالماء حتى يذهب الماء وشيء من اللبن كل ذلك نافع لهم.
ويجب أن يحذروا من الفواكه التي فيها تبريد وقبض ما فيه إدرار كالسفرجل.
وأما الكائن من البرودة وهو مع ذلك لا يخلو عن العطش ولم يتفق لنا مشاهدته فقد دبر له بعض العلماء المتقدّمين فقال يجب أن يتلطف لتسكين عطشه ثم يسهله بحقنٍ لينةٍ مرات ثم يسهله بحب الصبر أحد عشرة حبة كل حبة كحصة ثم ترفهه ثلاثة أيام ثم يعاود التدبير ثم يقيئه على الطعام بالفجل وما يشبهه ثم يسخّن بدهنه بالمحاجم توضع عليه والكمادات والبخورات وخصوصاً أطرافه.
وربما احتجت أن تستعمل عليها الأدوية المحمرة ثم يراح أياماً ثم يراح بالركوب المعتدل والدلك المعتدل وخاصة في أطرافه ويأمره بالحمام الحار ويسقى الشراب الريحاني.

.فصل في كثرة البول:

كثرة البول على وجوه من ذلك ما كان على سبيل ديانيطس وليس هذا هو الذي يكو ن معه عطش فقط بل الذي يكون معه عطش لا يروى ويخرج الماء كما يشرب.
ومن ذلك ما لا يكون معه عطش يعتد به فإن هناك حرقة وحدّة فالسبب فيه حدة البول أو قروح كما علمت وإن لم يكن فهناك أسباب سلس البول البارد والبرد يدر كثيراً بما يعقل وبما يسخن الباطن.
ومن كثر برازه ورق قل بوله ومن يبس برازه كثر بوله.
وقد عرفت ما يتصل بهذا فيما سلف وقد مضى علاج جميع ذلك وسنذكر ههنا أيضاً معالجات لما كان من برد فنقول أن جميع الأدوية الباهية نافعة لمن به بول كثير من برد وتحسي ويناول الألبان المطبوخة.
ومما ينفعهم أيضاً طبيخ حب الآس والكمثري اليابس وتمر هيرون كل يوم أوقيتان على الريق.
والمر من أدويته الجيدة وكذلك المحلب وكذلك السعد وكذلك الكندر وكذلك الخولنجان وكذلك خبث الحديد والكزبرة فإنه نافع.
وهذا الدواء الذي نحن واصفوه نافع جداً.
ونسخته: يؤخذ من جندبيدستر وقسط ومر وحاشا وجفت البلوط والعاقر قرحا بالسوية يتخذ منه حب بماء الآس الرطب والشربة منه عند النوم درهم.
حقنة جيدة لذلك وتقوي الكلية: يؤخذ عصارة الحسك المطبوخة حتى تقوى ومخ الضأن وخصاه وشحم كلى الماعز جميع هذا بالسوية ويجمع ويؤخذ من اللبن الحليب ومن السمن ومن دك الألية ومن دهن الحبة الخضراء أجزاء سواء جملتها مثل ما أخذته أولاً ويوجف بعضه ببعض ويحقن به.

.فصل في بول الدم والمدة والبول الغسالي والشعري وما يشبه ذلك من الأبوال الغريبة:

أما بول الدم الصرف فيكون إما دماً انبعث من فوق أعضاء البول أعني الكلى والمثانة ومثل الكبد والبدن كله لامتلاء صرف مفرط مفرق اتصال العروق على الأنحاء الثلاثة المعلومة أو ترك عادة أو قطع عضو وسائر ما علمت أو على نحو بحران أو تنقية فضول أو صدمة أو وثبة أو سقطة أو ضربة أزعجت الدم وكذلك كل ما يجري مجراها وهذه في الأقل وإما أن يكون في نواحي أعضاء البول لانقطاع عرق أو انفتاحه أو انصداعه بضربة أو سقطة أو ريح أو برد صادع بالتكثيف أو لتأكل.
وربما تولّد ذلك عن تمدد وكزاز قويين.
وقد يكون ضرب من بول الدم بسبب ذوبان اللحمية دماً رقيقاَ أو بسبب شدة رقة الدم في البدن فإن هذا إذا اتفق مع قوة من الكلية- جذب الدم الكثير.
أما الأول فله معينان في تسهيل السيلان من الدم لأنه يجري مجرى الفضل وأنه لاقوام له فيعصر.
والثاني له معين واحد فإذا جذبتها الكلية بقوة دفعها إلى المثانة.
وأما بول الدم الغسالي فيكون إما بسبب عف الهاضمة والمميزة في الكلية وإما لضعفهما في الكبد وإما بول الدم المشوب بأخلاط غليظة فيكون أكثره لضعف الكلى وكذلك بول شيء يشيه الشعر فإنه ربما كان سببه ضعف هضم الكلى وربما كان سببه ضعف هضم العروق وربما كان طويلاً جداَ نحو شبرين وربما كان إلى بياض وربما كان إلى حمرة.
وإنما يطول بسبب الكلية لكونه في تلافيف عروق أو غيرها.
ومن الأغذية الغليظة والألبان والحبوب مثل الباقلا ونحوها.
وليس في بوله من الخطر بحسب ما يروع القلب بخروجه ويذعره.
وأما بول القيح وبول الدم المخالط للقيح فقد يكون لانفجار دبيلات في الأعضاء العالية من الرئة والصدر والكبد كما علمت كلاً في موضعه أو لورم انفجر في أعضاء البول أو لقروح فيها ذات حكّة وغير ذات حكة.
وأما الأبوال الغليظة فتبال إما بسبب تنقية وبُحران ودفع يتبعه خف وقد تكون لكثرة أخلاط غليظة لضعف هضم.
وأما الأبوال الدسمة السلسلة الخروج قتدل على ذوبان الشحم ويجب أن نرجع في باقي التفصيل إلى كلامنا في البول.
قال أبقراط: إذا بال الدم بلا وجع وكان يسيراً في أوقات فليس به بأس وأما إذا دام فربما حدث حمى وبول قيح.
فصل في العلامات:
ما كان من بول الدم الصرف للامتلاء وللأسباب المقرونة به فتدل عليه أسبابه وعلامات أسبابه مما علمت.
وما كان لانفتاح عرق ولانفجاره فيكون بلا وجع ويكون نقياً عبيطاً لكن دم الانفتاح يكون قليلاً قليلاً ودم الانفجار والانشقاق يكون كثيراً.
ولا يكون في المثانة انفتاح وانفجار يبال معه دم كثير كما يكون في الكلية فإن المثانة تأتيها المائية مصفاة.
وأما دم الغذاء فتأخذه في عروق صغار تأتي إليها لغذائها فقط فليس فيها دم غزير.
والكلية يأتيها دم كثير من المائية فتصفى عنها المائية وتأتيها عروق كبار تمتاز منها دماً إلى أعضاء آخر فيكون دمها أكثر من المحتاج إليه لها فيكون كثيراً.
وعروقها غير موثقة ولا جيدة الوضع مستوية وعروق المثانة- محفوظة غير معرضة للتصدع والتفجر بوضعها.
ودم القروح يكون مع وجع ما.
وإان كان تأكل كان قليلاً قليلاً وإلى السواد وربما كان معه مدة وقيح ويتحْلل ذلك خروج دم نقي كما علمت من علامات القروح وعلامات ما يخرج منها.
وأما الذوباني فيدل عليه الذوبان وأن يكون ما يبال من الدم الرقيق كالمحترق وكأنه نش من كباب.
وأما الذي لرقة الدم في البدن فيدل عليه إنما يخرج من الفصد يكون رقيقاً جداً ولا يصاب علامة آخرى وأما موضع المدة والدم فيعرف بالوجع إن كان وجع ويعرف بعلامات أمراض كانت وأنها في أي الأعضاء كانت كعلامات ورم ودبيلة أو قرحة أو امتلاء ويعرف من طريق ا ختلاط فإنه كلما كان أرفع كان أشدّ اختلاطاً بالبول وكلما كان أسفل كان أشدّ تبرأ منه والذي لا يكون لأسباب قريبة من الإحليل فيتقدّم البول والبعيد من الإحليل ربما تآخر عن البول أو خالطه اختلاطا شديداً.
وأما الغسالي الدال على ضعف كلية أو كبد فالكلي منه أشد بياضاً وإلى غلظ والكبدي أضرب إلى الحمرة وأرق وأشبه بالدم.
ويدل على الورمي من ذلك ومن بول المدة علامات الورم المعروفة بحسب كل عضو وملازمة الحمى وما كان قيحاً يخرج عن الورم المنفجر فهو كثير دفعه ولا يؤدي إلى سحج وتقريح وضرر.
وما كان من قروح فهو قليل وبتفاريق وربما أفسد ممره وقيحه وما كان من هذه الاندفاعات بحرانياً كان معه خفة وقوة وكان دفعة والذي يكون بسبب الامتلاء أو بسبب ترك رياضة أو قطع عضو فقد يكون له أدوار.
فصل في المعالجات:
أما الكائن عن امتلاء وما ذكر معه فقد علمت علاجاته في الأصول الكلية وبعدها.
وأم الكائن عن القروح فقد تعلم أن علاجها علاج القروح والتأكل وقد بينا جميع ذلك في موضعه.
وعلاج ضعف الهضم في الكلية والكبد والذوبان ورقة الأخلاط كله كما علمت.
وتعلم أن البُحراني والذي على سبيل النقص لا يجب حبسه فإذا احتيج إلى فصد فالصافن أنفع من الباسليق وليلطف الغذاء بعد الفصد ولا يتعرض للقوابض مثل السماقية حتى تدل القارورة على النقاء فإن القوابض تجمد العلق وتضيّق المسالك فربما ارتدت المائية إلى خلف وفيه خطر وكذلك الحامضات.
وأما البول الشعري فيحتاج أن تستعمل فيه الملطفة المقطّعة من المدرات والأدوية الحصوية وأن يكون الغذاء مرطباً ترطيباً غريزياً والذي يجب أن نذكر علاجه الأن علاج بول الدم والعلاجات المشتركة بين ما كان بسبب الكلية والمثانة فهو التبريد والتقبيض بالأدوية التي ذكرنا أكثرها في باب نزف دم الحيض مع مدرات لينفذ الدواء وأن يتقدم بجذب الدم إلى الخلاف بالمحاجم والفصد الدقيق القليل من الباسليق ويناول أغذية تغلظ الدم وتبرده والسكون والراحة وشد الأعضاء الطرفية ويجب أن يهجر الجماع أصلاً ويجب أن يستعمل الأبزنات المطبوخ فيها القوابض من العدس المقشر ومن قشور الرمان والسفرجل والكمّثري والعفص وعصا الراعي ونحو ذلك.
ومن الأ وية القوية في حبسه: الحسك ونشارة خشب النبق وأصل القنطوريون الجليل وحب الفاونيا.
ومن الأطلية حيث كان أصل العوسج والخرنوب النبطي خرنوب الشوك والسماق وأصل الأجاص البري وقشور الرمان يتخذ منه طلاء بماء الريباس أو الحصرم أو عصارة الورد.
وحي العالم وحده طلاء جيد خصوصاً أصله مع كثيراء وشيء من العصارات القابضة.
ومن اللطوخات للظهر والعانة مروّخ بهذه الصفة ونسخته: يؤخذْ مرّ وزاج وعفص وقرطاس محرق وأقاقيا ومن المشروبات: قرص الجلنار بدم الأخوين.
ومن القوية ويحتاج إليه في البول الدموي الكائن من المثانة قرص بهذه الصفة وهو مجرب ونسخنه: يؤخذ الشب اليماني والجلنار ودم الأخوين من كل واحد درهم ومن الكثيراء درهمان صمغ نصف درهم يسقى في شراب عفص حلو أو في عصارة الحمقاء ومما دون ذلك.
وأسلم دواء بهذه الصفة ونسخته: يؤخذ من الكثيراء أو من بزر الخشخاش والطين المختوم وعصارة لحية التيس وصمغ الإجاص الآسود والكهرباء أجزاء سواء والشربة إلى وزن درهمين أو إلى ثلاثة دراهم بحسب ما ترى.
وأيضاً أصل حي العالم والكهرباء من كل واحد جزء ساذج نصف جزء شب سدس جزء طين أرمني جزء ونصف الشربة إلى مثقال ونصف في بعض العصارات القابضة.
وربما جعل فيها مخدرات مثل هذه النسخة: يؤخذ زعفران حب الحرمل حب الخبازي البري أفيون من كل واحد درهمان لوز منقّى ثلاثة ونصف عدداً والشربة منه مثل جلوزة.
وأيضاً يؤخذ قشور أصل اليبروح المشوي والأنيسون المشوي وحبّ الكرفس المشوي من كل واحد ثلاثة دراهم خشخاش أسود إثنا عشر درهماً يعجن بطلاء الشربة منه وزن درهم.
وأيضاً: يؤخذ سفوف من قرن الأيل المحرق والكثيراء أجزاء سواء ويستف برب الآس فإنه نافع جداَ.
يؤخذ من بزر المغاث منقى ثلاثون حبة عدداً وبزر القثاء مثقال وحب الصنوبر إثنا عشر عدداً لوز مر مقشر تسعة عدداً بزر الخبازي ثلاثة دراهم الشربة منه درخمي على الريق.
وأما الذي يختصّ بالمثانة فأن تجعل الأدوية المشروبة أقوى والمدرات فيها أقوى أيضاً.
ومما ينتفع به أيضاَ أن يضمّد بإسفنجة مغموسة في الخل توضع في جميع جوانبها وفي الحالبين وغير ذلك وأن يستعمل الأدوية فيها مزرقة بعصارات مثل عصارة لسان الحمل وعصارة البطباط وعصارة بقلة الحمقاء.
ومن الأدوية: قرص الشبّ والكثيراء المذكور وقرص المخدراتّ المذكور وقرن الأيل والكهرباء والشاذنج والصمغ والعفص وعصارة لحية التيس وشيء من الشب والرصاص المحرق المغسول وقوة من المخدرات الأفيونية والبنجية.
ومن تدبر حبس سيلان دم المثانة وضع المحاجم على الخواصر والأوراك والعانة فإن ذلك يحبس الدم ثم يدبر بتدبير بتدبير العلق على ما قيل.
ومن الأغذية: خبز مثرود في الدوغ والرمانية والسماقية.
وإن كانت القوة ضعيفة قويت مرق القوابض باللحمم المدقوق وأطعمت الآسفيذباجات من القباج والطياهج والشفانين محمضة بماء الحصرم وحب الرمان واللبن المطبوخ ونحو ذلك.
وإن لم يكن بد من شراب لسقوط قوة أو شد شهوة فالعفص الغليظ الآسود.
وإذا برىء من يبو ل دماً أو مدة فليشرب الممزوج ليجلو ويدر ولا يحبس البول البتة فيعاود العلة.